الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بقلم المنصف بن مراد: هزيمة جديدة لحزب نداء تونس

نشر في  26 أوت 2015  (11:59)

عندما صوّت النّاخبون لفائدة حزب نداء تونس في التشريعيّة والرئاسيّة، كانوا ينتظرون أن يكون «النداء» ـ أساسا ـ  في خدمة الحريات والنّهوض التنموي للجهات والانتعاشة الاقتصادية وحياد الإدارة وتوسيع رقعة حقوق المرأة والتخطيط لحرب شاملة على الارهاب وأنصاره، لكن ما راع النّاخبين الاّ والنداء يتخلّى عن رئاسة الحكومة ووزارتي الدّفاع والدّاخلية وهما الوزارتان المؤثرتان والفعالتان. لقد اتّضح انّ نداء تونس وبمجرد الفوز في الانتخابات تخلّى عن ناخبيه وبرنامجه تاركا أجهزة الدولة علىحالها بعد ان أركعتها التسميات زمن الترويكا!

وبعد أشهر صرّح رئيس الحكومة أنّه لم ينفّذ أيّ برنامج لأيّ حزب فقابل النداء ذلك وكأنّ مهمّة هذا الحزب اقتصرت على انجاح الباجي قايد السبسي في الانتخابات الرئاسيّة وتوزيع بعض السّفارات والوزارات ومقاعد في مجلس الشعب والمناصب الإداريّة على أهمّ أعضائه وأمّا مستقبل البلاد فآخر ما يفكّر فيه! ويكفي ان نذكر هنا بخضوع هذا الحزب للاستراتيجيّة الأمريكيّة ولصبيانيات حافظ قايد السبسي الذي رافق رئيس الجمهورية الى مدينة سوسة بعد العمليّة الارهابيّة، ثمّ بأدائه زيارة للرئيس التركي وكأنّه يستجدي دعمه، ويكفي أيضا أن نذكّر بالتجاذبات داخل هذا الحزب وتأثير أصدقاء «فجر ليبيا»، حتى نتيقّن أنّه سيخسر الانتخابات المقبلة جراء ميوعته وتحالفه الضمني مع النهضة.. انّ أغلب النساء لن يصوّتن لفائدته كما انّ أغلب الديمقراطيين سيتخلون عنه، فما هي انجازات هذا الحزب حتى وان كان الباجي أفضل بكثير من المرزوقي؟!
ثمّ جاءت قضية تسمية ولاة والتي قام بها رئيس الحكومة الذي يعتقد من حين لآخر انّه رئيس الجمهورية فقد عيّن ولاة حسب تصوّره تاركا حزب النداء في التسلّل، وفي الأثناء لم يحرّك شيخ قرطاج ساكنا.. وهنا لابدّ من التذكير بتصريحات عبد الستار المسعودي المسؤول في النداء، فقد انتقد بشدّة الحبيب الصيد اذ اعتبر انّ تعيين والي سوسة غير مقبول بما انّ شقيقه اكبر مهرّب في مدنين،  كما انتقد سياسة الصيد بكلّ حدّة.. ثم لماذا لم يضغط نداء تونس لتعيين بعض النساء في سلك الولاة أم انّ اسهامات المرأة التونسية تقتصر على انتخاب الباجي أو الحضور في عيد المرأة وفي المقابل فهي مقصاة في كل ما يتعلّق باتخاذ القرارات؟
لقد كسب نداء تونس شعبيّة كبيرة لاعتقاد النّاخبات والنّاخبين أنه سينقذ تونس من حزب النهضة، لكنه خيّب آمالهم وساكن قرطاج يتفرّج وكوادر الحزب في صراعات وخلافات طاحنة باقترابه المثير للجدل من النهضة، إنّ الباجي ومحسن مرزوق يرتكبان الخطأ نفسه الذي ارتكبه بن جعفر والشابي عندما اقتربا من النهضة..